الأحد، 18 سبتمبر 2011

على أعتاب الامتحانات



ما أن تبدأ العطلة المخصصة لمعسكر الامتحانات حتى يبدو كل شيء ما عدا المذاكرة جميلاً وبراقاً ! فأجد نفسي أغبط المجتمعين في السهرات العائلية ويبدو لضحكاتهم جرساً عذباً في أذني يشعرني بأن السعادة ليس لها وجود سوى بينهم ، وأغبط كل من يقف في "بلكونة" منزلة يتأمل الغادين والرائحين ، وأغبط كل من يشاهد التلفاز ويتنقل من محطة إلى أخرى بلا غاية أو هدف ؛ حيث تبدو في عيني حينها كل البرامج مسلية وكل الأفلام تستحق المشاهدة .. ويبدو "الفيس بوك" كما لو أنه الجنة في الأرض ، حيث تتوطد علاقتي بصديقاتي من خلاله أثناء الامتحانات أكثر من أي وقت آخر ، وتحلو المكالمات الهاتفية المطولة حول كل شيء وأي شيء .. وأختلق الأعذار لتناول وجبة خفيفة أو لتمشيط شعري أو لدخول الحمام ، أو فعل أي شيء يبعدني عن "أتموسفير" الامتحانات !

ولا تحلو الأفراح والمناسبات السعيدة سوى في موسم الامتحانات ، وحتى وإن تمكنت من حضورها فأجد نفسي حاضرة بجسدي فحسب أما ذهني وفكري ففي عدد "الشباتر" التي يتوجب علي إنهاؤها ، و في عدد الأيام المتبقية على الامتحان ، وكم تحلو الصلاة وقراءة القرآن ومناجاة الله عزوجل في جوف الليل بكل خضوع وتذلل طلباً للعون والتوفيق ، وما أجملها تلك السعادة الغامرة التي تنتابني إذا ما خرجت من لجنة الامتحان وقد أحسنت الإجابة بتوفيق الله تعالى الذي لولاه لما كان ممكناً للأسباب التي بذلتها أن تؤتي ثمارها ، لنحتفل بعدها بتناول الغداء في "كوك دور" وزيارة سينما "سيتي ستارز" ..

وما بين أرق الليالي وغفوات العصاري ، وما بين الخوف والرجاء ، تنقضي أيام الامتحانات وأشعر بعدها بأن شغفي بكل شيء قد تلاشى وأن كل ما أطلبه حينها هو نوم هادئ أو استرخاء أمام منظر طبيعي ينسيني عناء تلك الأيام ..

وما هي إلا سويعات حتى تظهر في الأفق امتحانات أخرى ليست كامتحانات الجامعة ، امتحانات في علاقة المرء بربه ووبنفسه وبالآخرين ، امتحانات تحتاج إلى إعداد ومذاكرة من نوع خاص ، وقد تعصف بثبات الواحد منا ما لم يكن مستعيناً بالله، مطمئناً بذكره ، تلك هي طبيعة الدنيا .. ما هي إلا امتحان كبير !

اللهم إني أسألك خير الدعاء وخير النجاح وخير العلم وخير العمل وخير الحياة وخير الممات .. 

هناك تعليقان (2):

  1. دانت لصدق يراعكِ الكلماتُ
    و تلألأت من ضيِّه العبراتُ

    كوني وميض السحر في ديجائها
    تسمو بخطّكِ حكمةٌ و عظاتُ

    بدايةً أعتذرُ على ما بهما من ركاكة ، لا تليق بحجم الحدث !
    و لكنّه صدأ القلم أصابهُ من هول الصدمة ، أو ربّما من غزارةِ الأمطار الهاطلةِ على وجنتيه !

    إخالكِ ولجتِ بحراً واسعاً ، ما بـ داخلكِ يطغى على اتساعه حتماً !
    و لنا عظيمَ الشرفِ أن تتقاذفنا روعةَ كلماتٍ غاضت في بحرين من السموّ ..

    سموّ الكلمات ، و سموّكِ أنتِ :) !



    مرورٌ خفيف .. عسى تذكره الصفحات لـ تنفرجَ عن ابتسامةٍ حانية ، ترتسمُ على وجهكِ بعد أعوام .. " كم كانت .. ! "

    ردحذف
  2. يا إلهي !
    كيف لي أن أعلق على ما خطه القلم الوردي .. لي !

    إن قلت شعراً .. فحتماً سأغرق في بحوره التي أبدعت أنت في الإبحار بين شطآنها .. ومواجهة أمواجها العاتية .. والغوص في مياهها المالحة التي صيرها شعرك عذبا فراتا ..

    إن قلت نثراً .. فأنى لي بصياغة درر كتلك التي تفيض من قلمك .. وأنى لي بموسيقى كتلك التي تنساب من بين أحرفك ..

    صدقاً .. حروف الهجاء التمانية والعشرون أراني عاجزة عن توظيفها في الرد عليك !

    كل ما يسعني قوله ان مرورك أثرى هذه الصفحات .. وعطرها بأريج خاص سأهنأ باستنشاقه كلما ولجت إلى هاهنا ..

    يمكنني الآن أن أفهم كيف أن للبيان سحر !

    دمت بخير ودام قلمك ورديا :)

    ردحذف