الأحد، 18 سبتمبر 2011

برد الحواس


ليس من اليسير دائما أن نتغلب على برد الشتاء القارس ..
ففي بعض الأحيان تتملكنا البرودة بصورة تعجز معها كل الملابس الثقيلة بأصوافها وأوبارها وأشعارها عن إمداد أجسادنا الشاحبة بالدفء اللازم !
في بعض الأحيان تفقد المدفأة أثرها وتصبح مجرد قطعة أثرية في المنزل لا تتجاوز حرارتها الهواء الملاصق لها !
في بعض الأحيان يصبح احتساء المشروبات الساخنة تقليدا شتويا نتشبث به لعله يعيد الحياة إلى أطرافنا المتجمدة !
تلك الأحيان تفوق الطاقة المادية لأجسادنا على إمدادنا بالدفء ..
تلك الاحيان يجتاحها " برودة حسية " !
تلك البرودة التي قد لا تزول إلا بابتسامة أم حانية .. أو ببتوجيه أب عطوف .. أو بشغب إخوة ضاحكين ..
هذه الأمور برغم بساطتها إلا أن لها مفعول السحر أمام برودة الشتاء ..
هي وحدها المعطف الذي يجعلنا نصمد أمام أقصى درجات الصقيع ..
لأن الدفء حينها لن ينبع من أجسادنا فحسب .. إنما من ذواتنا الساكنة ونفوسنا المطمئنة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق