الأحد، 18 سبتمبر 2011

وجعلنا نومكم سباتا

لا شيء مما قد نشتهيه في هذه الحياة قد يعدل الظفر بست ساعات متواصلة من نوم ليلي هادئ ..تستيقظ بعدها وأنت في أوج نشاطك ..لتستقبل يومك الجديد بروح جديدة .. ونشوة سعادة تبعث القشعريرة في أوصالك ..لتبدأ بعدها رحلة العمل والدأب ..تأخذ نفسا عميقا .. وتحمد الله على أن أعاد لك الحياة .. ورد إليك روحك .. وأذن لك بذكره ..فلا صداع يقتلك من الألم .. أو دوار يعكر صفو مزاجك ذاك اليوم ..
ولكن للأسف .. فإن الحصول هذا النوم الهانئ ليس بالأمر اليسير !
فهو ليس سلعة تباع في المتاجر .. أو فضيلة نتعلمها في المدارس ..بل هو حالة فريدة بين عالم الروح والجسد تحتاج إلى متطلبات خاصة ..
تحتاج إلى ضبط لساعتك البيولوجية .. ذلك المقياس الذي قد يجعلك تغفو في محاضرة مهمة ..وفي الوقت ذاته قد يجعلك تقاسي الأمرين من الأرق طوال ليلة كاملة تقضيها متقلبا على سريرك !عليك أن تخلق نظاما محكما تحيا به يومك لتغط في سبات عميق بمجرد أن تضع رأسك على وسادتك !
يتطلب الأمر نفسا خالية من الهموم .. تنفض عنها كل مجريات وأحداث اليوم حين تخلد إلى السرير ..يتطلب شعورا بالرضا والسكينة وتسليما لقضاء الله ..واستوداعه - عز وجل - روحك وقلبك ..عليك أن تتخلى عن كل ما قد يحمله السهر طوال الليل من مغريات ..فساعة واحد من النوم في المساء أفضل بعشرات المرات من عشر ساعات من النوم بعد طلوع الشمس .." وجعلنا نومكم سباتا * وجعلنا الليل لباسا * وجعلنا النهار معاشا "ولا تنس أنه يتوجب عليك ألا تثقل كاهل أعصابك بوابل الالكترونات التي تعرض نفسك لها قبل النوم ..من شاشات التلفاز والحاسب الآلي والجوال !عليك ان تكون صحيح الجسد .. معافى النفس ..فضلا عن السرير الدافئ الوثير الذي يحميك من برد قارس .. أو رياح عاتية ..

ولكن أنى لنا بكل هذه المتطلبات في كل يوم من أيام حياتنا !!؟؟حتى النوم يتطلب منا جهدا حتى نهنأ به !

أعانك الله أيها الإنسان على كبد دنياك ..ولتعمل من أجل نومة ستنامها في آخر حياتك .. صبحها ليس يوم آخر فحسب ..بل صبحها هو اليوم الآخر ..
!تلك النومة التي تستحق أن تتخلي من أجلها عن أي شيء ..حتى ولو كان ذاك الشئء هو النوم ذاته ! 
نوماً هنيئا ،،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق